الشاي الاخضر
الشاي الأخضر أو الشاي الياباني هو نوع من الشاي، قليل الأكسدة خلال تصنيعه. على عكس الشاي الأسود، الشاي الأخضر لا يتم تخميره. خلال العقود القليلة الماضية تعرض الشاي الأخضر لكثير من الدراسات العلمية والطبية لتحديد مدى فوائده الصحية المزعومة، أثبتت بعضها ان الذين يشربون الشاي الأخضر أقل إصابة بأمراض القلب وأنواع معينة من السرطان. هو محتوى رئيسي في أتاي بالنعناع المغربي. الدول الرئيسية المنتجة للشاي الأخضر هي الصين واليابان وفيتنام.
تاريخ
الشاي الأخضر هو أوراق نبات الشاي الطازجة كما يتم جمعها في البلاد التي تزرعه، مثل الصين والهند وسيلان، وهو الشاي الذي يشربه أهل هذه البلاد في الأصل. وعندما استعمر الإنجليز هذه المناطق وعرفوا الشاي، شحنوه بانتظام إلى بلادهم في سفن تبحر عبر البحار والمحيطات لفترات طويلة في جو حار قائظ ورطوبة شديدة. وهكذا كانت أوراق الشاي الخضراء تتأكسد وتتحول إلى اللون الأسود نتيجة الحرارة والرطوبة التي يتعرض لها أثناء الشحن، ومن هنا عرف الشاي الأسود في كل بلاد العالم بعدما أصبح مشروب الإنجليز الأول.
بالرغم من أن تأكسد أوراق الشاي الخضراء وتحولها إلى اللون الأسود كان يفقدها بعض خواصها. ولم يعرف العالم الشاي الأخضر وقتها، ولفترة طويلة بعد ذلك، بل أدمنوا الشاي الأسود التقليدي، فكانوا يتعمدون أكسدة أوراقه لكي تتحول إلى اللون الأسود المعروف، وهو يأتي من نفس أوراق نبات الشاي الذي يأتي منه أيضا الشاي الأخضر وللحصول على الشاي الأسود يجب أن تتأكسد أوراق الشاي بالكامل، بينما يتعرض الشاي الأخضر لبعض التبخير الخفيف قبل أن يترك لكي يجفف ويستعمل بعد ذلك. ومؤخرا عرف العالم الشاي الأخضر، وبدأ يعرف المزيد عن فوائده مع تطور الأبحاث لدراسته.
والشاي الأسود يأتي من أفريقيا والهند وسريلانكا واندونيسيا، بينما يأتي الشاي الأخضر من بلاد في الشرق الأقصى مثل الصين واليابان. والشاي الأسود والأخضر يحتويان على كميات متشابهة من الفلافينويدز، مع بعض الاختلاف في التركيبة الكيماوية، إذ يحتوى الشاي الأخضر على فلافينويدات بسيطة تسمى "كاتيشين" بينما تؤدي أكسدة أوراق الشاي الأسود إلى تحول هذه المواد إلى مواد أكثر تعقيدا تسمى "ثيافلافين ".
عرفت الصين الشاي الأخضر أولا، ومنها انتقل إلى اليابان في عام 800 قبل الميلاد عندما عاد رهبان بوذا اليابانيون من الصين الذين ذهبوا إليها للدراسة وهم يحملون معهم الشاي الأخضر الذي استعملوه كعشب طبي. وفي عهد "كاماكورا" (1191-1333 ميلادية) شدد الراهب البوذي "ايساي" على التأثيرات النافعة للشاي الأخضر في كتابه "الحفاظ على الصحة بشرب الشاي" (عام 1211 م) فقال : " الشاي هو دواء اعجازي يحافظ على الصحة. وله قوة غير عادية في اطالة العمر، حيث يلاحظ أنه في كل مكان يزرع الشاي يكون الناس طويلي الأعمار. وفي العصور القديمة والحديثة يكون الشاي هو الاكسير الذي يجعل سكان الجبال يعمرون طويلا ". من هذه المقولة نعلم أن الشاي الأخضر كان له التقدير الكبير منذ قديم الزمان كعقار قوي وفعال. ولكن في العصور الحديثة تقدمت الأبحاث التي تدرس تأثيرات الشاي الأخضر إلى درجة تقديم اثباتات علمية قوية تدعم فعلا مقولة أن الشاي هو دواء اعجازي للحفاظ على الصحة. وأصبح من الواضح أن الشاي الأخضر له فاعلية مؤكدة في مقاومة الأمراض.